📌 كشفت ثلاثة مصادر حكومية، أن وفدًا من رجال أعمال إماراتيين وسعوديين، أجروا نهاية شهر يونيو 2024، جولات داخل مستشفيات العجوزة التخصصي ومبرة المعادي ومركز هرمل المتخصص في علاج الأورام، تمهيدًا للاستحواذ عليها بعد فحصها والتعرف على متطلبات تطويرها.
◾ الجولات داخل المستشفيات الثلاث، جاءت بعد موافقة مجلس النواب، وتصديق رئيس الجمهورية، على قانون "تنظيم منح التزام المرافق العامة لإنشاء وإدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية" المعروف بـ "قانون تأجير المستشفيات".
◾ القانون الذي وافق عليه مجلس النواب بأغلبية أعضائه، يسمح للقطاع الخاص بإدارة وتشغيل المستشفيات ومنشآت الرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة، لمدد تتراوح بين 3 و15 عامًا. يقول مدير إحدى المستشفيات الحكومية الثلاث: الأمر ليس جديدًا؛ منذ ثلاث سنوات ولا تتوقف زيارات مستثمرين من جنسيات مختلفة إلى المستشفى.
◾ بحسب مصادر #متصدقش، تفضل الحكومة المصرية، التعامل مع مستثمرين خليجيين لاستعدادهم دفع مقابل إدارة المنشآت الصحية بالعملة الأجنبية نقدًا، في حين يرغب القطاع الخاص المحلي تجزئة التكلفة على فترات زمنية طويلة والدفع بالعملة المحلية.
◾ وترى الحكومة المصرية، أنها لن تستفيد ماديًا حال منح المستشفيات الكبرى للقطاع الخاص المصري، بحسب مصدر بوزارة الصحة على صلة بالمناقشات.
◾ وأوضح المصدر لـ#متصدقش، إن المستشفيات الثلاثة بهم أحدث الأجهزة الطبية لكنها لا تعمل بكامل طاقتها، لعدم قدرة وزارة الصحة على تحمل تكلفة تشغيلها وصيانتها، كما تحتاج بعض المستشفيات لتمويل مخطط تطوير المنشآت، وهو ما يجري التفاوض عليه مع المستثمرين الخليجيين حاليًا.
◾ المصادر الثلاثة التي تحدثت إلى "متصدقش"، رجحت أن تكون صفقة المستشفيات الثلاثة، جزءً من نصيب المستثمر الإماراتي الذي سيمنح الحكومة مبلغ مالي بالدولار، يجري الاتفاق عليه خلال فترة قصيرة، إضافة إلى تحمل تكلفة تطوير المستشفيات.
◾ رغم من الجولات المتتالية من مستثمرين عرب، الطواقم الطبية بالمستشفيات الثلاثة، تعمل حتى الآن دون أي تغيير، وسط حالة من الارتباك والغموض، والتساؤلات عن موعد التشغيل الجديد أو آلية العمل تحت إدارة القطاع الطبي، بحسب أطباء تحدثوا لـ#متصدقش.
⭕ على خطى رأس الحكمة
◾ لم تحسم المفاوضات الجارية بين الحكومة والمستثمرين المهتمين، الصيغة المقترحة للاتفاق، بحسب عضو في لجنة الصحة والسكان بمجلس الشيوخ، لكن من المتوقع أن تكون صفقة المستشفيات شبيهة بصفقة رأس الحكمة، عن طريق إنشاء شركة تتقاسم حصة الإدارة فيها الحكومة والجهة المستثمرة، على أن تكون حصة الأغلبية للمستثمر، بحسب برلماني على صلة بالمناقشات.
◾ "تتيح هذه الصيغة للحكومة التواجد ضمن هيكل إدارة المستشفيات بدلًا من التخارج الكامل، وستخضع الشركة للقانون المصري وتمتثل للضوابط التي تفرضها وزارة الصحة"، يقول عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ لـ#متصدقش.
◾ كانت #مصر و #الإمارات اتفقتا، في فبراير 2024، على تطوير منطقة رأس الحكمة الواقعة في #الساحل_الشمالي الغربي، مقابل 35 مليار دولار، عبر شركة تؤسس في مصر، تحمل اسم "رأس الحكمة"، وتتبع بالكامل شركة أبوظبي القابضة، في حين تحصل الحكومة المصرية على نسبة 35% من أرباح الشركة.
⭕ طرح 41 مستشفى للاستثمار
◾ بالتزامن مع مناقشات "قانون تأجير المستشفيات"، عرضت الهيئة العامة للاستثمار عبر موقعها الإلكتروني، (41) مستشفى و منشأة طبية داخل 16 محافظة، للاستثمار عبر عدة أنظمة تعاقد مختلفة، من بينهم 6 مستشفيات قائمة وتعمل بعدد من المحافظات.
◾ ولم تعلن وزارة الصحة حتى الآن تفاصيل العروض المقدمة لتأجير وإدارة وإقامة هذه المستشفيات، لكن مصدر بالوزارة على صلة بالمفاوضات، كشف لـ#متصدقش أن الحكومة لا تريد تجزئة المستشفيات بين العديد من المستثمرين، و تفضل في المرحلة الأولى إجراء صفقة واحدة تضم كل المستشفيات المعروضة ومنحها لمستثمر استراتيجي واحد.
◾ ولا يضع القانون الجديد حدًا أقصى لعدد أو نسبة المنشآت الطبية والمستشفيات الطبية التي سيتم إسنادها للقطاع الخاص.
⭕ لا ضمانات لعلاج محدودي الدخل
◾ بعد موافقة مجلس النواب، ناشدت نقابة الأطباء المصرية، رئيس الجمهورية، بعدم التوقيع على قانون "تأجير المستشفيات".
◾ وقالت النقابة، في بيان بتاريخ 23 مايو 2024، إن القانون يهدد سلامة وصحة المواطن المصري واستقرار المنظومة الصحية، ولا يحمل أي ضمانات لاستمرار تقديم الخدمة للمواطنين المصريين خاصة محدودي الدخل، ولالتزام المستثمر بالنسبة المحددة لعلاج مرضى التأمين الصحي ونفقة الدولة.
◾ ويندرج عددًا من المستشفيات التي تنوي الحكومة منحها للقطاع الخاص، ضمن قائمة المستشفيات التابعة للشبكة القومية للعلاج على نفقة الدولة، حيث توفر للمرضى الخدمات الطبية المتخصصة التي يحتاجونها بدون تكاليف باهظة.
◾ ولا يُلزم القانون المستثمرين على إبقاء المستشفيات ضمن منظومة التأمين الصحي الإجتماعي، لتكون خاضعة لأسعار الخدمة المرتبطة بالمنظومة، ويكتفي بتخصيص "نسبة من إجمالي الخدمات" للمنتفعين بقانون التأمين الصحي الشامل.
◾ ونفى مسؤول في نقابة الأطباء لـ #متصدقش معرفة أي معلومات عن آليات تسعير الخدمة الطبية، أو كيف ستكون الرقابة والمتابعة على المنشآت الطبية بعد استحواذ المستثمرين عليه: "أرسلنا إلى الحكومة العديد من الاستفسارات، تتعلق بضرورة وجود ضمانات لتقديم خدمات الصحة العامة للمواطنين، وتوفير الحماية والأمان للعاملين في القطاع. ولكن لم نتلق أي رد".
◾ وأظهر تحليل صادر عن "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، أن القانون لا يُعطي الدولة حق تحديد أسعار الخدمات الطبية أو فرض تسعيرة معينة على المستثمرين، ويكتفي بإبرام اتفاق إجرائي بين الحكومة والمستثمرين حول "أُسس التسعير"، مع منح المستثمرون المصريون والأجانب حرية تحديد أسعار الخدمات الطبية بأنفسهم.
◾ ورصد فريق #متصدقش، التفاوت في أسعار الخدمات بين المستشفيات الخاصة والحكومية من خلال التواصل مع المستشفيات الثلاث التابعة لوزارة الصحة، والتي يجري التفاوض على تأجيرها (العجوزة والقاهرة الجديدة وهليوبوليس).
◾ وتتراوح أسعار حجز مريض في غرفة رعاية بين 1500 إلى 8 آلاف جنيه لليلة الواحدة. وتختلف الأسعار بحسب نوع الرعاية والتخصص الذي يحتاجه المريض.
◾ بالمقابل، وللحصول على خدمة رعاية تخصصية بنفس الجودة في مستشفيات القطاع الخاص، يدفع المريض مبالغ تتراوح ما بين 10 إلى 27 ألف جنيه في الليلة الواحدة، بعد التواصل مع مجموعة من المستشفيات الخاصة، بما في ذلك مجموعة كليوباترا، ومجموعة أندلسية، والسلام الدولي.
◾ يعني هذا أنه بعد نقل إدارة وتشغيل المستشفيات التخصصية للمستثمرين، سيصبح من الصعب على المواطنين الحصول على خدماتها بأسعار مناسبة. ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار لتصل إلى المستويات الحالية لأسعار الرعاية الصحية في القطاع الخاص.
مراجع التحقق |
---|
Dec. 23, 2024 - موضوعات
Dec. 19, 2024 - سياسي
Dec. 19, 2024 - موضوعات
Dec. 18, 2024 - اقتصاد
مَا من حوار مَعك بعدَ الآن يا محمد..
— متصدقش (@matsda2sh) December 5, 2022
بمزيد من الحزن والألم، ينعى فريق عمل "متصدقش"، صديقنا، وشريكنا المؤسس، الصحفي محمد أبو الغيط.
قاوم أبو الغيط، مرض السرطان، بصبر وشجاعة نادرة، ورضا بقضاء الله حتى آخر لحظة. pic.twitter.com/9lywyhUbzK